کد مطلب:352937 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:263

و قرن فی بیوتکن و لا تبرجن
أمر الله سبحانه نساء النبی صلی الله علیه وآله وسلم بالاستقرار فی بیوتهن

وأن لا یخرجن متبرجات وأمرهن بقراءة القرآن وإقامة الصلاة وإیتاء الزكاة وإطاعة الله ورسوله صلی الله علیه وآله وسلم. وعمل نساء النبی صلی الله علیه وآله وسلم، وكلهن امتثلن أمر الله وأمر رسوله الذی نهاهن هو الآخر صلی الله علیه وآله وسلم قبل وفاته وحذرهن بقوله: أیتكن تركب الجمل وتنبحها كلاب الحوأب، كلهن ما عدا عائشة فقد اخترقت كل الأوامر وسخرت من كل التحذیرات ویذكر المؤرخون أن حفصة بنت عمر أرادت الخروج معها ولكن أخاها عبد الله حذرها وقرأ علیها الآیة فرجعت عن عزمها، أما عائشة فقد ركبت الجمل ونبحتها كلاب الحوأب یقول طه حسین فی كتابه الفتنة الكبری: مرت عائشة فی طریقها بماء فنبحتها كلابه وسألت عن هذا الماء فقیل لها إنه الحوأب، فجزعت جزعا شدیدا وقالت:



[ صفحه 100]



ردونی ردونی، قد سمعت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم یقول وعنده نساؤه: أیتكن تنبحها كلاب الحوأب: وجاء عبد الله بن الزبیر فتكلف تهدئتها وجاءها بخمسین رجلا من بنی عامر یحلفون لها كذبا أن هذا الماء لیس بماء الحوأب. وأنا أعتقد بأن هذه الروایة وضعت فی زمن بنی أمیة لیخففوا بها عن أم المؤمنین ثقل معصیتها ظنا منهم بأن أم المؤمنین أصبحت معذورة بعد أن خدعها ابن أختها عبد الله بن الزبیر وجاءها بخمسین رجلا یحلفون بالله ویشهدون شهادة زورا بأن الماء لیس هو ماء الحوأب. إنها سخافة هزیلة یریدون أن یموهوا بمثل هذه الروایات علی بسطاء العقول ویقنعونهم بأن عائشة خدعت لأنها عندما مرت بالماء وسمعت نباح الكلاب فسألت عن هذا الماء فقیل لها إنه الحوأب فجزعت وقالت ردونی ردونی. فهل لهؤلاء الحمقی الذین وضعوا الروایة أن یلتمسوا لعائشة عذرا فی معصیتها لأمر الله وما نزل من القرآن بوجوب الاستقرار فی بیتها، أو یلتمسوا لها عذرا فی معصیتها لأمر رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بوجوب لزوم الحصیر وعدم ركوب الجمل، قبل الوصول إلی نباح الكلاب فی ماء الحوأب، وهل یجدون لأم المؤمنین عذرا بعد ما رفضت نصیحة أم المؤمنین أم سلمة التی ذكرها المؤرخون إذ قالت لها: أتذكرین یوم أقبل رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ونحن معه حتی إذا هبط من قدید ذات الشمال فخلا بعلی یناجیه فأطال، فأردت أن تهجمی علیهما فنهیتك فعصیتنی وهجمت علیهما، فما لبثت أن رجعت باكیة، فقلت: ما شأنك؟ فقلت: أتیتهما وهما یتناجیان، فقلت لعلی: لیس لی من رسول الله إلا یوم من تسعة أیام أفما تدعنی یا ابن أبی طالب ویومی، فأقبل رسول الله علی وهم محمر الوجه غضبا فقال: ارجعی وراءك والله لا یبغضه أحد من الناس إلا وهو خارج من الإیمان، فرجعت نادمة ساخطة، فقالت عائشة: نعم أذكر ذلك. قالت: وأذكرك أیضا كنت أنا وأنت مع رسول الله، فقال لنا: أیتكن صاحبة الجمل الأدب تنبحها كلاب الحوأب



[ صفحه 101]



فتكون ناكبة عن الصراط؟ فقلنا نعوذ بالله وبرسوله من ذلك فضرب علی ظهرك وقال: إیاك أن تكونیها یا حمیراء قالت عائشة أذكر ذلك. فقالت أم سلمة: أتذكرین یوم جاء أبوك ومعه عمر، وقمنا إلی الحجاب، ودخلا یحدثانه فیما أراد إلی أن قالا: یا رسول الله، إنا لا ندری أمد ما تصحبنا، فلو أعلمتنا من یستخلف علینا لیكون لنا بعدك مفزعا فقال لهما: أما إنی قد أری مكانه ولو فعلت لتفرقتم عنه كما تفرق بنو إسرائیل عن هارون، فسكتا ثم خرجا، فلما خرجا خرجنا إلی رسول الله فقلت له أنت وكنت أجرأ علیه منا: یا رسول الله من كنت مستخلفا علیهم؟ فقال: خاصف النعل، فنزلنا فرأیناه علیا. فقلت یا رسول الله ما أری إلا علیا. فقال: هو ذاك. قالت عائشة: نعم أذكر ذلك، فقالت لها أم سلمة: فأی خروج تخرجین بعد هذا یا عائشة. فقالت: إنما أخرج للإصلاح بین الناس [1] فنهتها أم سلمة عن الخروج بكلام

شدید وقالت لها: إن عمود الإسلام لا یثأب بالنساء إن مال، ولا یرأب بهن إن صدع، حمادیات النساء غض الأطراف، وخفر الأعراض، ما كنت قائلة لو أن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم عارضك فی بعض هذه الفلوات، ناصة قلوصا من منهل إلی آخر؟ والله لو سرت سیرك هذا ثم قیل لی أدخلی الفردوس، لاستحییت أن ألقی محمدا هاتكة حجابا ضربه علی [2] .

كما لم تقبل أم المؤمنین عائشة نصائح كثیر من الصحابة المخلصین روی الطبری فی تاریخ أن جاریة بن قدامة السعدی قال لها: یا أم المؤمنین والله قتل عثمان ن عفان أهون من خروجك من بیتك علی هذا الجمل الملعون عرضة للسلاح، إنه قد كان لك من الله ستر وحرمة فهتكت سترك



[ صفحه 102]



وأبحت حرمتك، إنه من یری قتالك فإنه یری قتلك إن كنت أتیتنا طائعة فارجعی إلی منزلك وإن أتیتنا مستكرهة فاستعینی بالناس [3] .


[1] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2 / 77.

[2] ابن قتيبة في كتابه المصنف في غريب الحديث وكذلك في الإمامة والسياسة.

[3] تاريخ الطبري: 6 / 482.